تعليق المستشرقين على جعل أبي بن كعب رضي الله عنه سورتي الفيل وقريش سورة واحدة
الكاتب: أ/ محمد عبد الباسط
يقول محرر مادة القرآن بدائرة المعارف الإسلامية من باب بث بذور الشك في مصداقية نقل القرآن الكريم وثبوته في المصحف
وقد جعل أبي بن كعب سورتي الفيل وقريش سورة واحدة في مصحفه ) .
الرد على الشبهة :
شبهة مثيرة للعجب ؛ إذ أن الكاتب نقل أول الكلام من (الإتقان) ولم يتمه على منهج من قال :"لا تقربوا الصلاة "ثم سكت .فما الفائدة من هذا التضليل؟!
لقد نبه الإمام السيوطي على ذلك بقوله: "كذا نقل عن جماعة عن مصحف أبي أنه ست عشرة سورة والصواب أنه خمس عشرة ,فإن سورة الفيل وسورة لإيلاف قريش فيه سورة واحدة , ونقل ذلك عن السخاوي , وعن جعفر الصادق وأبي نهيك أيضا.قلت – والكلام للسيوطي - : يرده ما أخرجه الحاكم والطبراني من حديث أم هانئ , أن رسول الله قال :"فضل الله قريشا بسبع ..."الحديث , وفيه :"وإن الله أنزل فيهم سورة من القرآن لم يذكر فيها معهم غيرهم{ لإيلاف قريش } .
ولوحظ في هذا الصدد عدة نقاط :
1- اعتماد الكاتب على بعض الروايات الضعيفة في مصادر مثل الإتقان للإمام السيوطي وغيرها لإثبات ما يرمي إليه دون تفنيد أو تخريج أو بحث في مصادر أخرى تثبت أو تنفي هذا الخبر .
2- التركيز الشديد على فعل واحد من الصحابة , دون النظر إلى الإجماع الذي عليه المعول والحل والعقد .
3- نسيان الكاتب نزول جميع أصحاب المصاحف رضوان الله عليهم إلى مصحف عثمان والاستقرار عليه لانعقاد الإجماع عليه .
4- لعل عمل أبي رضي الله عنه بضمه السورتين يكون ناتجا من إتحاد الغرض في سورتي الفيل وقريش ؛ مما جعله يظن أنهما سورة واحدة .
فموضوع السورتين مترتب على الآخر, وأرى أن تأويل ذلك أنه لما انتهت واقعة الفيل بما وقع لأبرهة وجيشه , وما كان من التدخل الإلهي لحماية بيته وحرمه ؛ عظمت مكة في أعين العرب وأصبحت ملاذا للكثيرين وأخذت مكانتها بين العرب , فأتبع الله في كتابه بسورة قريش لتلي سورة الفيل تذكيرا بالمنة والنعمة التي نالها هؤلاء العرب من العز والشرف والمهابة بين العالم , والإطعام من جوع والأمن من الخوف .
============