شبهة حول الإعجاز في قوله نعالى (إِنَّ مَثَلَ عِيسَى عِنْدَ اللَّهِ كَمَثَلِ آَدَمَ...)(الآية: 59)
الكاتب: الأستاذ./ عبد الرحيم الشريفالشبهة
في القرآن آية في سورة آل عمران هذا نصها, (إِنَّ مَثَلَ عِيسَى عِنْدَ اللَّهِ كَمَثَلِ آَدَمَ خَلَقَهُ مِنْ تُرَابٍ ثُمَّ قَالَ لَهُ كُنْ فَيَكُونُ)[آل عمران: 59], ألم يكن من الأبلغ أن يشبه القرآن خلق عيسى عليه السلام بخلق حواء ؟ فوجه الشبه بينهما أقرب، حيث ولد كل منهما بغياب أحد الوالدين، وكذا بالنسبة لإسحق ويحيى عليهما السلام، على اعتبار أن الزوجة العاقر العقيم كأنها غير موجودة.
الرد
من الثابت علمياً أن الحيوان المنوي للرجل يمل زوجاً فيه نوعين مختلفين الصفات المورثة وتدعى الكروموسومات وهما: (X ,Y) والمرأة الزوج واحد متشابه: (X , X).. فإن التقى (Y) من الرجل مع (X) من المرأة كان المولود ذكراً. وإن التقى (X) من الرجل مع (X) من المرأة تكون المولودة أنثى.
[1]انظر الشكل التالي:
وعلى هذا، فإن الخلق بكلمة (كن) وحدها دون تدخل أي عامل آخر لن يتحقق إلا في خلق آدم وعيسى عليهما السلام.
لأن كل منهما ذكر، والذكر يحتاج (Y) من الأب (فقط) حتى يكون ذكراً، لأن الحصول عليه من الأم مستحيل.. والأب في كل من حالتي آدم وعيسى عليهما السلام غير موجود.
فلو كان المولود لمريم أنثى لما تحقق الإعجاز الأعظم، لأن العلم أثبت بأن الحصول على الكروموسوم (X) كافٍ لتكوين جنين ـ حتى لو كان مشوهاً ـ ويرمز له بالرمز XO)[2]). ولا يوجد دليل علمي على أن الكروموسوم (Y) كاف لتكوين جنين حتى لو كان مشوهاً، فلا يوجد ما يسمى (YO).
تلخيص ما سبق:
خلق الله جل جلاله كل من الكروموسوم (Y)و(X) في كل من آدم وعيسى ـ عليهما السلام ـ بكلمة " كن " فقط.
أما حواء: فقد حصلت على (X) من آدم عليه السلام .
وكذا بالنسبة لإسحق ويحيى عليهما السلام، فقد حصلا على (Y) من أب كل منهما ـ عليهم السلام ـ.
خلقُ كل منهم الخمسة (آدم عليه السلام ، حواء، إسحق عليه السلام ، يحيى عليه السلام ، عيسى عليه السلام ) معجز في حد ذاته. ولكن، لا يُقارَن الإعجاز في خلق آدم وعيسى ـ عليهما السلام ـ، بلا أب. بكل من الإعجاز في خلق حواء (الأنثى) بلا أم، والإعجاز في خلق إسحق ويحيى ـ عليهما السلام ـ من أب كبير السن، وأم عقيم، أصبحت ولوداً بقدرة الله تعالى.
بهذا يتبين أن كلمة " كن " في خلق كل من آدم وعيسى ـ عليهما السلام ـ استقلت عن أي مؤثر آخر تدخل في خلقهما، فكان الأنسب أن يكون وجه الشبه بينهما هو الأقرب.
وسبحان منزل القرآن !
==========
[1] Biology,by Claude A. Villee, CBS college publishing, NY. 1985, p.220
[2] يُقصَد بهذا الرمز XO : وجود الكروموسوم X ، مع عدم وجود أي كروموسوم آخر ـ لا Y ولا X ـ وهذا يسمى علمياً: Turner syndrome . وتجدر الإشارة إلى أن الكروموسوم Y لا يحمل إلا الصفات الجنسية المحددة لجنس الجنين: الذكورة بينما الكروموسوم X يحمل بعض الصفات الجسمية كالصلع وعمى الألوان.. انظر:
Biology,by Claude A. Villee, CBS college publishing, NY. 1985, p.267-270.
==========
*موسوعة الإعجاز العلمي في القرآن والسنة